Hibazoom Logo

هبة زووم – محمد خطاري

كشفت دورة شتنبر العادية لمقاطعة ابن مسيك المنعقدة، يوم الجمعة 15 شتنبر 2023، كيف هي معادن المستشارين الذين حشرنا الله معهم لتدبير شؤوننا.

ولم يمر وقت طويل حتى بدت تنبعث روائح الريع السياسي والعبث في تدبير مطبخ مجلس مقاطعة ابن مسيك التي يسيرها أغنى رجل تعليم بالدار البيضاء، وتوالت السقطات خاصة ما يتعلق بالميزانية التي تعتبر تمرينا سنويا يحتاج الى كفاءات عالية.

توالت الهفوات المرتكبة، وأصبح مسيرو مقاطعة ابن مسيك غارقون في الريع والترضيات والتهافت على الامتيازات، وأخرى غارقة في خلافات وصراعات داخلية لا تكاد تنتهي، مما يؤثر على الخدمات والتنمية التي ينتظرها المواطنون، والطامة الكبرى أن جودار يحكم مقاطعة ابن مسيك بقبضة من حديد من يتكلم يكون مصيره محسوما مسبقا، في ظل غياب سلطات العامل النشطي الذي أصبح بدور طيعا في يدي أغنى رجل تعليم بالدار البيضاء.

بعض منتخبي مقاطعة ابن مسيك لا يبغون في الواقع إلا تحقيق  مصالح ذاتية أو حزبية ضيقة، ولهم باع وقدرة عجيبة على تقديم صياغات  لفظية تشعرك بنزاهة عالية وتجرد واضح وحس وطني عال وضمير حي ويقظ، لكن بمجرد الاقتراب من واقعِهم الحقيقي وملامسة طموحاتِهم الفعلية الجارفة الخاضعة الى منطق "أنا ومن بعد الطوفان"، لتكتشف بأن سلوكهم ما هو إلا رياء أخلاقي ووطني وسياسي يبغون من خلاله تحقيق أهدافهم وغاياتهم مهما كان الثمن حتى وإن كلف الأمر التضحية بأصدقائهم أو مقربين منهم أو أولياء نعمهم، وما حالُهم إلا كما قال القائل:

إذَا هَبَّتْ رِيَاحُك فَاغْتَنِمْهَا ــــــ فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ

وَإِنْ دَرَّتْ نِيَاقُك فَاحْتَلِبْهَا ـــــــ فَمَا تَدْرِي الْفَصِيلُ لِمَنْ يَكُونُ