عبد الواحد بلقصري يكتب.. المجتمع المدني ودوره في تجويد العملية التربوية بالمغرب
عبد الواحد بلقصري
مع احتفال العالم باليوم الدولي للتعليم الذي يصادف 24 يناير من كل سنة ،نستحضر دور المجتمع المدني في تجويد العملية التربوية بالمغرب ،حيث أن المجتمع المدني بالمغرب ومنذ حصول المغرب على الاستقلال ساهم بعمله التطوعي ونضالاته المتكررة في الوعي المجتمعي عبر تنظيماته المختلفة المختلفة وبالرغم مع التداخلات بين الفاعل السياسي والمدني وعدم استقلالية العديد من الجمعيات في المغرب إلا أن الحصيلة كانت جد إيجابية في مجالات مختلفة (التخييم والعمل التطوعي والاجتماعي ....الخ ) إضافة إلى المساهمة في الوعي الثقافي والسياسي والحقوقي الذي عرفه المغرب المستقل ومع تنامي عمل المنظمات الدولية وعملها في قضايا مرتبطة بالمرأة و الشباب والمبادرات التنموية ازدادت مجالات تدخلات الهيئات المدنية وأصبح المجتمع المدني يتبنى إشكاليات كبرى كالمطالبة بإصلاحات دستورية ومراقبة الانتخابات والترافع على قضايا النوع الاجتماعي والتنمية الترابية والتخطيط الاستراتيجي والميزانية المستجيبة للنوع الاجتماعي وبرامج عمل الجماعات الترابية وقضايا كانت حكرا على صانعي السياسات العمومية كقضية التعليم والصحة ومع المستجدات التي عرفها دستور 2011 ودسترة العديد من المكاسب التي كانت مطالب ترافعت عليها الشبكات المدنية عبر تاريخ المغرب المستقل
مع التراكمات الإيجابية التي راكمها المجتمع المدني نجد بعض الجمعيات الوطنية التي حاولت أن تتخصص في قضايا وطنية كبيرة وأقصد قضية التعليم منها من ركز على التعليم الأولي الذي رغم المجهودات المبذولة من طرف وزارة التربية تبقى المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية إحدى المرتكزات الذي بني عليها التعليم الأولي حيث بواسطة البرنامج الرابع في محوره الثاني المتعلق بدعم التعليم الأولي بالعالم القروي تم إنجاز العديد من الوحدات بمواصفات ومعايير دولية ،وبالنظر إلى أهميته القصوى استطاعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن تخلق شراكات مع جمعيات متخصصة في هذا الشأن من أجل تدبير هاته الوحدات والمساهمة في الرفع من أدائه البيداغوجي
ومند المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استطاعت أن تخلق العديد من الشراكات مع جمعيات المجتمع المدني من خلال برامجها المتعددة ومع بدء المبادرة ازدادت عدد الجمعيات في المغرب وانتقلنا من 42 ألف جمعية أى 92 ألف جمعية ، وبالرغم من التموجات السلبية التي راكمت تأسيس هاته الجمعيات إلا أن إلا أنها حققت العديد من المشاريع والتجارب التنموية وأصبح لدينا العديد من المشاريع التنموية الناجحة في المغرب.
إضافة لذلك نجد أن بعض الجمعيات راكمت مجموعة من الممارسات الجيدة في قضية الدعم والتوجيه المدرسي وبفضل شراكتها مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في محور الدعم المدرسي استطاعت هاته الجمعيات أن تصحح بعض الاختلالات السلبية لجودة العملية التربوية دون أن ننسى أن هناك العديد من الجمعيات المحلية والإقليمية تدبر بشكل جيد حافلات النقل المدرسي التي تم اقتنائها في برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
في الأخير يمكن القول أن المجتمع المدني أصبح شريكا أساسيا وبحكم دسترة مجموعة من البنوذ استطاع أن يساهم في العديد من الإنجازات في مجالات تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباعتبار أنه بدون تجويد العملية التربوية ومحاربة الهذر المدرسي وإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية لا يمكننا أن ندجل إلى دائرة الدول الصاعدة ذات التنمية البشرية المرتفعة ،لأن التعليم يعد أحد المداخل الأساسية لإصلاح المجتمع والوطن .
عبد الواحد بلقصري
باحث قي مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
|
|
رابط مختصر
شاهد أيضا :
لاتفوتك :
القائمة البريدية
إشترك بالقائمة البريدية للتواصل بجديد الصحيفة بإيميلكم
استطلاعات الرأي
-
هل انت مع تشكيل حكومة من حزب الأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة فقط أم مع توسيعها؟
التعاليق