هل ستطيح قضية المواطن المالي ببرلماني ومنتخب كبير بمجلس عمالة الدار البيضاء؟
هبة زووم – محمد خطاري
مجلس عمالة الدار البيضاء كباقي المجالس يضم نماذج من السياسيين ممن لا أخلاق لهم ولا مروءة ولا مبدأ، تعرفهم عندما تسمع خطابات بعضهم أو تقرأ هرطقات البعض الآخر فيخيل لك أنك أمام سياسيين وطنيين يحترقون غيرة على الدار البيضاء، يودون لو افتدوه بروحِهم وبكل ما يملكون، ومعلنين في ذلك عن زهادة واضحة في المناصبِ وتعفف في نيل المكاسب.
هؤلاء يعتمدون على الغاية تبرر الوسيلة، وغايتهم من وراء قبولهم المشاركةَ مع المفسدين هو كبح جماح فسادهم، من أجل الإصلاح من الداخل وإبلاغِ صوت الساكنة لأصحاب القرار بهدف تحقيق التنمية، وما هي إلا الفرصةُ التي كانوا ينتظرُوها ويدعون بها في سرهم، يلعبون دور الضحية المتعفف حتى جاءتهم على طبق من ذهب فكيف لهم أن يفوتها ويضيعوا على أنفسهم تذوق كعكة التسيير وحلاوة التعويضات وما دون ذلك.
إن الدار البيضاء التي نسكنها وتحيا في أعماق وجداننا، أكبر من كل المهاترات السياسية، وأعز من كل التوجهات الحزبية، وأعلى وأهم من كل المنافع الضيقة الذاتية أو الحزبية، فهي (الدار البيضاء) في حاجة إلى الوطنيين الحقيقيين المخلصين، لا إلى الوصوليين الانتهازيين، الذين هم يراؤون، وعلى كل الموجات يركبون، وعلى مآسي الناس يقتاتون، وعلى المناصب يتناحرون، وعلى المكاسب يلهثون، فهؤلاء عبءٌ على الأوطان لا خير فيهم، ولا نفع يرجى من ورائهم.
اليوم مجلس عمالة الدار البيضاء في أيادي غير آمنة بعد الاتهام الموجه الى منتخب كبير بمجلس العمالة بالتورط في الاستيلاء على عقارات ومنقولات مواطن من دولة مالي، وذلك بعدما استغلوا اعتقاله في قضية كبيرة تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات.
الأيام القليلة القادمة هي كفيلة بالإجابة على هذا السؤال، خصوصا وأن لا حديث هذه الأيام بالصالونات المغلقة بالدار البيضاء إلا على هذه الفضيحة، التي قد تنهي الحياة السياسية لهذه المنتخب، الذي ظل طوال هذه المدة يلعب بـ"البيضة والحجر"، فهل ستضع قضية المواطن المالي نهاية مأساوية لمساره السياسي العاصمة الاقتصادية؟
|
|
التعاليق