هبة زووم ـ محمد أمين
تتوفر مدينة بوعرفة على أربعة مسابح : ثلاثة منها منجزة والرابع بمركب الشباب ببوعرفة في طور الانجاز، والأدهى والأمر أنه مع حلول كل فصل صيف تثار مسألة إغلاق هذه المسابح في وجه المرتادين خاصة من الأطفال والشباب بحكم غياب متنفسات الترفيه.
وفي كل مرة يتم تبرير الإغلاق بمبررات مختلفة، حسب تقرير للجمعية المغربية لحقوق الانسان ببوعرفة، (تشقق الأرضيات ، الإصلاح ، نظافة المياه ، اهتراء البنيات ، انعدام الحراسة وهلم جرا من المبررات)
وهذا ما يدفع أبناء الفئات الشعبية إلى السباحة في مياه البرك والمستنقعات والنافورة متجاهلين الإصابة ببعض الأمراض مثل (التيفويد، البهلارسيا، الأمراض الجلدية ، أمراض العيون، الأذنين ، الحساسية)..
ودفع استمرار إغلاق المسابح هذه السنة شباب الفايسبوك إلى تنظيم حملة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بفتح المسابح عبر مقالات وصور و”هاشتاغات “ونداءات.
وقد لقيت هذه الحملة استحسانا كبيرا من طرف الآباء والأمهات وإن تضاربت الآراء أحيانا بين الشباب فيما يخص تحديد الأولويات: فالبعض يرى أن فتح المسابح مسألة ثانوية، ويجب التركيز على تلبية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وفي مقدمتها حق الشغل، فيما رأى البعض ضرورة فتح المساجد قبل كل شيء ، معتبرا استمرار إغلاقها امرأ غير مفهوم .
ما يحدث من تطورات دفع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان للدخول على الخط، وذلك انطلاقا من المرجعية الكونية للجمعية والتي تؤمن بحقوق الإنسان في شموليتها وعدم قابليتها للتجزيء، حيث انخرط أعضاؤه في حملة المطالبة بفتح المسابح العمومية خاصة وأن الأطفال بحاجة إلى الترفيه لتجاوز الصدمات النفسية التي خلفتها كورونا.
وفي هذا الإطار قدم رئيس الفرع مقترحات عملية تتمثل في تشغيل المعطلين كسباحين منقذين وتأدية أجورهم من بطائق الإنعاش الوطني لضمان الحماية للأطفال وجعل أثمنه الدخول في متناول قدرات الجميع.
وفي اتصال للسيد رئيس المجلس البلدي ببوعرفة برئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قدم رئيس الجماعة التوضيحات التالية:
ـ إن مسبح المركب خصص له مبلغ مليار وستمائة مليون سنتيم، وكان من المنتظر أن تنتهي الأشغال قبل حلول الصيف بيد أن انتشار وباء كوفيد 19 أخر الأشغال نسبيا، وهي الآن جد متقدمة ، وستنتهي في غضون شهر شتنبر، ومن ايجابيات هذا الفضاء أنه ستمارس فيه السباحة على امتداد السنة، لأنه مسبح مكيف ومغطى وفي مستوى المواصفات والمعايير المطلوبة ، ومن الممكن أن يكون مشتلا لصعود أبطال على المستوى الوطني أو الدولي يضيق رئيس المجلس؛
ـ بالنسبة لمسبح بوعرفة، فقد كان في نزاع بيد القضاء ، وقد حسم مؤخرا بعد الحكم بالإفراغ، وقد خصصت وزارة الشبيبة والرياضة مبلغ مليار سنتيم وسيعاد إصلاحه تحت إشراف عمالة إقليم فجيج وتغيير معالمه كاملة بشكل يستجيب لتطلعات المرتادين.
ـ بالنسبة لمسبح نقطة الماء “السانداج ” فقد فوتت الصفقة لأحد المستثمرين ، وقد عدل عن تشغيله لأسباب تخصه كمستثمر، ويمكن أن يتم افتتاحه من طرف الجماعة اعتمادا على جباتها إن قررت ذلك ، فالقرار الأول والأخير لمجلس الجماعة.
ـ أخيرا، بالنسبة لمسبح الفندق ، فهذا من صلاحية المستثمر الذي يكتري الفندق ، فهو المؤهل وحده من منطلق الربح والخسارة.
وعلى العموم، فقد وعد رئيس جماعة بوعرفة في تصريحه أن مشكل المسابح ببوعرفة سيحل بشكل جذري ونهائي.
وفي الأخير، أكدت الجمعية أن الحملة الشبابية ستستمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للمطالبة بفتح المسابح وتوفير فضاءات الترفيه والاستجمام، كما ستستمر المراقبة والتتبع للسياسات العمومية على المستوى المحلي ، فالترفيه والاستجمام جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان مثله مثل الشغل والغذاء و الصحة والسكن والماء … ذلك أن حقوق الإنسان مترابطة وغير قابلة للتجزيء ، وأي انتهاك لحق من حقوق الإنسان ، هو انتهاك لحقوق الإنسان في شموليتها، تقول الجمعية.