afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

هيئة أشباح إسمها جامعة الدول العربية !

عبد اللطيف مجدوب

 إشكالية منظمة تعيش خارج الزمن السياسي

منذ عقدين ونيف ، أخذت أصوات مكونات المجتمع المدني ، والهيئات السياسية ، وبعض الحكومات العربية ؛ وفي الخفاء ؛ تتعالى مستهجنة الدور الفاتر ، والمعطل أحيانا والخاص بأجهزة جامعة الدول العربية ، فهي تلتهم ميزانيات ضخمة تقدر ب 50 إلى 60 مليون دولار سنويا .
.
لقاء دورات موسمية أو طارئة ؛ غالبا ما تنتهي ؛ بتقارير وتوصيات تنضاف إلى أرشيفها الغني بويلات النزاعات والشكاوى العربية البينية منها والغيرية .
.
وبصفة خاصة النزاع العربي الإسرائيلي والذي تقزمت تسميته ؛ في وثائقها مؤخرا ؛ إلى النزاع الفلسطيني الإسرائيلي .
.
 ! فما هي هذه الهيئة ، ولأية أهداف تأسست ، وما هي وضعيتها الحالية ؟؟

 جامعة الدول العربية

  مرت التسمية من عدة اقتراحات ” كالتحالف العربي ” ، ” والاتحاد العربي ” ، قبل أن تستقر على الاقتراح المصري ” الجامعة العربية ” ليتم تنقيحه فيما بعد إلى ” جامعة الدول العربية “

كما أن ميثاقها حمل عدة بنود تخص احترام سيادة كل دولة ، وعدم التدخل في شؤون الغير ، أو اللجوء إلى القوة في فض النزاعات البينية .
.
وإبرام اتفاقيات في مجالات التعاون ؛ بين دول الأعضاء ؛ وإبرام المعاهدات الدولية ، وتبادل التمثيل الديبلوماسي لدى المنظمات الدولية .

 وتتحدد أهدافها ” في توثيق الصلات بين الدول العربية ، وصيانة استقلالها .
.
والمحافظة على أمن المنطقة العربية ، وسلامتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية .
.
والثقافية والاجتماعية والصحية .
.
” ، هذا ويمكن الإتيان على بعض المنظمات التابعة للجامعة وإن كانت لتبدو مشلولة في الظروف الراهنة :

– منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ، ومقرها الكويت ؛

– المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، مقرها تونس ؛

– المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة ، مقرها الرباط ؛

– المنظمة العربية للعلوم الإدارية ، مقرها عمان ؛

– المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالخرطوم ؛

– المنظمة العربية للتنمية الصناعية ببغداد ؛

– المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس بعمان ؛

– المنظمة العربية للثروة المعدنية بالرباط ؛

– صندوق النقد العربي ، أبو ظبي ؛

– المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا بالخرطوم ؛

– المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية بالرياض ؛

– الاتحاد العربي للمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية ببغداد .

أين هي الجامعة من مبادئها ؟

 ما زالت هذه المبادئ المسطرة في ميثاقها مجرد حبر على ورق مثل : ” صيانة استقلال الدول العربية ” و ” المحافظة على أمن المنطقة العربية وسلامتها ” ، والحال أن المنطقة العربية ؛ ومنذ أكثر من خمس سنوات ؛ تعرف اضطرابات سياسية واجتماعية غير مسبوقة ، كاشتعال نيران النزاعات الطائفية ، والمذهبية والسياسية .
.
في أعقاب ما يعرف ب ” الربيع العربي ” بكل من سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر .
.
فهل أمكن لهذه المنظمة حل ولو نزاع عربي واحد ، أو توسطت فيه ؟

 المغرب كان سباقا إلى تطبيق مبدأ الدفاع المشترك

ما زالت الشعوب العربية ؛ والمغاربة خاصة ؛ يذكرون يدا بيضاء من أيادي المرحوم الحسن الثاني استجابة لنداء الدفاع المشترك الذي ينص عليه ميثاق جامعة الدول العربية ، أن وجه تجريدة عسكرية إلى سوريا في صراعها مع إسرائيل ؛ هذا المبدأ اليوم ذهب إلى زوال ، فلم يعد لأحد من الأطراف العربية الجرأة للتحدث بلغة ” الدفاع المشترك ” ولا ب ” التعاون المشترك ” .
.
بل رغم ظاهرة الإرهاب التي تفشت في أوساطه ، وعملت بعض الدول العربية على إيوائها وإمدادها بالمال والسلاح ، تحولت العلاقات العربية إلى مشاحنات ، واحتقانات بالجملة حتى إن منظمة الأمم المتحدة تكاد أجندتها أن تضيق ؛ عن آخرها ؛ بهموم وكوارث العرب !

 الوضعية الحالية للجامعة   

باتت المنظمة ؛ حاليا ؛ تشكو من عدم الوفاء بالتزام عديد من الدول العربية الأعضاء بأداء مستحقاتها تجاه الجامعة .
.
بل هناك دول انسحبت من عضويتها في صمت طالما أن الجامعة عاجزة عن القيام بأدوارها في ” لم الصفوف العربية ” ، وحل الإشكالات التي باتت تؤرق الحكومات العربية ، سيما في أعقاب تفشي ظاهرة الإرهاب ، وتغولها داخل جغرافية دول كثيرة .

    إنقاذ الجامعة أم إفلاسها سياسيا

حسب التقارير الدورية منها والسنوية ؛ تشكو الجامعة من ضيق ذات اليد ، وتراجع مدخراتها المالية ، وكذا توقف بعض الدول عن تسديد حصصها ومساهماتها .
.
وقد صدر قرار ؛ في الأيام القليلة الماضية ؛ لوزراء الخارجية العرب ؛ في اجتماع لهم ؛ بتسريح ومكافأة عدد كبير من موظفي الجامعة العربية ، مما يؤشر على الإفلاس السياسي لهذه الهيئة التي لم تعد لا لاجتماعاتها الدورية ، ولا لقراراتها أي أثر بالنظر إلى حجم القضايا التي باتت تراكمها رفوفها .
.
هذه القضايا وقع تدويلها ، وبالتالي إفلات زمام التحكم فيها أو بالأحرى احتواؤها داخل حضيرة الجامعة العربية .

 فكرة الحسن الثاني الجهنمية !

من المؤكد أن أرشيف جامعة الدول العربية زاخر بالقمم التي احتضنها المغرب غداة أحداث سياسية كبيرة ، من أبرزها إحراق المسجد الأقصى ، والعدوان الإسرائيلي على كل من الأردن وسوريا .
.
وما زالت ذاكرة هذه المنظمة تحتفظ ؛ ضمن محفوظاتها الخاصة بخطب ومداخلات الملوك والرؤساء العرب ؛ ضمن قمم سجل فيها المغرب الرقم القياسي لاحتضانها سواء في البيضاء أو الرباط أو فاس ؛ تحتفظ بفكرة جهنمية ؛ ولعلها من أبرز ما رشح أو تم تسريبه بإحدى الجلسات المغلقة ؛ فجرها الراحل الحسن الثاني أمام ذهول الملوك والرؤساء العرب ” بضم إسرائيل إلى عضوية الجامعة !” ، وكانت فكرة الملك الحسن الثاني القنبلة ترمي ؛ على المدى البعيد ؛ إلى احتواء شرور إسرائيل ولجم عدوانها أمام الدول العربية المجاورة .
لكن العرب ؛ آنئذ ؛ كانوا قاصرين على إدراك المغزى الاستراتيجي للفكرة ، وقد ندموا فيما بعد حيث لم ينفعهم ندمهم .

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد